قوبل آخر أعمال المخرج السوري بسام الملا (باب الحارة) الذي يعرض الآن على أكثر من شاشة عربية بتبخيس شديد نقدياً، وصل إلى حد اتهامه بأنه مسلسل لتعليم صنع الكبة الشامية، وعلى عكس الاحتفاء الشعبي به رأى عدد من النقاد الذين تناولوا المسلسل بأن بسام الملا لايضيف جديداً في (باب الحارة) إلى مسلسلاته الثلاثة السابقة التي تناولت البيئة الدمشقية (أيام شامية- الخوالي- ليالي الصالحية)، وكل مايفعله هو استثمار نجاحاته السابقة في مسلسله الجديد، وهو ما ينفيه الملا جملة وتفصيلاً في حديثه لـ"العربية.نت"، معتبراً أنه لايبني نجاح أي من أعماله على مرجعية عمل سابق له، وأن أمنيته في هذا العام كانت تقديم عمل اجتماعي معاصر، لكن إصرار شركات الإنتاج على طلب هذا النوع من الأعمال منه جعله يوافق على إخراجه، ولذلك يرى الملا إن كان هناك من نقد يوجه إلى أحد حاول استثمار أعماله السابقة عن البئية الدمشقية فيجب أن يوجه إلى الشركات وليس إليه.
الناس تحب على الشاشة ما تفتقده في الحياة
في كلام بسام الملا كثير من الحقيقة، برأي بعض النقاد، فشركات الانتاج الفنية تعتبر أن انتاج مسلسل تلفزيوني عن البيئة الدمشقية في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين وبتوقيع بسام الملا مخرجاً، كفيل بتجاوز كثير من عقبات التسويق، لأن المحطات هي التي تطلب مثل هذه الأعمال الجماهيرية، والتي يرى الملا بأن جزءاً هاماً من أسباب متابعتها الجماهيرية يعود إلى القيم الأخلاقية للحارة الدمشقية التي تطرحها هذه الأعمال، ومفاهيم الشرف والبطولة والفروسية التي يجد فيها المشاهد تعويضاً ولو تلفزيونياً عن واقعه.
أما حول اتهامه بالانشغال عن الحبكة الدرامية بالتفاصيل التطريزية في البيئة، والتي يحاول التأكيد عليها، يرى الملا أن مثل هذا الرأي ظالم، رغم اعترافه بأن اعتماده على البيئة الدمشقية هو أكثر قليلاً من الدراما، لكن هذا لايعني غياب الدراما في أعماله.
لست مخرج الحارة الشامية
لكن ورغم أن بسام الملا يشتكي من قولبته في هذا الاطار الدمشقي، إلى الحد الذي جعله يشبّه نفسه - مع الفارق حسب قوله- بحالة الفنان دريد لحام الذي حاولت الناس تأطيره داخل شخصية غوار، مذكراً بأن تاريخه الاخراجي لم يبدأ مع مسلسلات الحارة الشامية، وسبق له أن قدم قبلها أعمالاً تنوعت بين التاريخي والاجتماعي ودراما الأطفال، ورغم أن الملا في حديثه لـ"العربية.نت" يشكو تعبه من تفاصيل البيئة الشامية، التي يشعر بعبئها لأنه مهما كان مهتماً وملماً بتفاصيلها، لم تعد لديه مفاتيح أو مفردات تلفزيونية جديدة لتقديم هذه البيئة دون تكرار أو اجترار، إلاً أنه لا يعتبر مسلسله (باب الحارة) آخر أعماله حول الحارة الشامية، فهو يقوم حالياً بتصوير المشاهد الأخيرة من الجزء الثاني لنفس المسلسل، والذي من المتوقع أن ينتهي منه خلال أيام قليلة، ولذلك فالمشاهد العربي على موعد مع (باب الحارة 4) في رمضان القادم، وإن كان الملا يأمل بإنجاز مسلسل اجتماعي معاصر خلال السنة القادمة ليعرض مع جديده في البيئة الدمشقية.
قناة العربيه